كلمات عالم، للسيدة آ. م تلميذتي العراقية النجيبة

يجوب المكان جيئة وذهابا…

رأيناه بطوله الفارع، وسامته لافتة متواضعة، ابتسامته خجلة جريئة،
ينقد، يفكر بصوت عال، يُعلق, يسألُ ويجيب نفسه،
أم تراه ينتظر من يجيبه؟
اقتحم علينا صمتنا، أو قد يكون قطع على أحدنا حديثه مع زميل،
وربما تسلل بقصد أو دون قصد ليخرج احدنا من أفكاره التي أخذته بعيدا.
يجوب المكان جيئة وذهابا، ألأنه يخاف أن ينام أحدنا مللا؟
هو على يقين أن لم ولن يمل من كلامه أحد -وهذه حقيقة- وأنه لن يخسر أحدا من الحضور؛
وهذه الحركة الدؤوب ليست إلا عادة!
أو إنها طريقة لتجميع الأفكار وجذب الانتباه؟
الله اعلم!
فكلامه وفير العلوم؛ وكلماته منمقة، جميلة…
صاغها بمنتهى الدقة والجمال, كحبات لؤلؤ لعقد نفيس،
أو قطرات ندى قد اصطفت بشكل رائع، على ورقات زهرة زاهية الجمال، بديعة الألوان.
عباراته تخرج سهلة، سلسة، ناعمة، حين يتكلم عن شيوخه؛
ولكنها تنقلب، فتصبح لاذعة؛ حارقة، كلهب مشتعل، تحرق قلوبنا قبل وجوهنا،
خجلا منه حين ينقد أعمالنا ويصحح لنا أخطاءنا -وهو على صواب في هذا!-
ولكن سرعان ما تجده؛ يخفف عنا، بحنو الأب والأخ،
فهو يلطف الجو بكلمات تهب كالنسيم يحمل بين جنبيه عِطر وردة فواحة،
قد مر عليها بعجل لئلا يتأخر،
أو كبرودة جدولٍ، عذب الماءِ، تسلل ما بين الصخور، فتسمع خريرهُ يداعب سمعك،
فتنتعش روحك لصوته.

هذه… هي كلماته، وهذا… هو!

قسم البحوث والدراسات التراثية،
معهد البحوث والدراسات العربية،
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،
جامعة الدول العربية،
القاهرة.
4/1/2011

Related posts

Leave a Comment